في يوم من الأيام، وجدت نفسي أتساءل عن تجربة جديدة في حياتي، شيء مختلف عن ما اعتدت عليه. لطالما كنت شخصًا هادئًا ومتساهلًا، أسمح للآخرين باتخاذ المبادرة في مواقف عديدة. ولكن تلك المرة، قررت أن أجرب أن أكون المسيطرة، لأرى كيف ستكون الأمور من وجهة نظري.
بدأت القصة في لقاء بسيط مع صديقي المقرب. كنا نتحدث عن موضوعات الحياة العادية، ثم قررت بابتسامة أن أتولى زمام الأمور في الحوار. لم يكن الأمر عنيفًا أو متسلطًا، بل كان أكثر عن اتخاذ القرار والصراحة في التعبير عن رغباتي بشكل واضح. شعرت بحرية كبيرة وأنا أوجه الحديث وأحدد ما أريد قوله وكيف أردت أن تسير المحادثة.
كان شعور السيطرة بالنسبة لي مختلفًا تمامًا عن السيطرة السلبية أو القمع. كانت السيطرة هنا تعني الاحترام المتبادل والوضوح، وعدم الخوف من التعبير عن النفس. شعرت بقوة داخلية تدفعني لأن أكون أكثر وضوحًا وثقة، وهذا انعكس على الطريقة التي تفاعل بها الآخرون معي.
تلك التجربة علمتني درسًا مهمًا: أن السيطرة ليست بالضرورة أن تكون عنفًا أو فرضًا، بل يمكن أن تكون عن طريق الثقة بالنفس والتواصل الواضح. ومن خلال هذه التجربة، وجدت أنني أستطيع أن أكون قيادة لذاتي ولحياتي دون أن أتجاوز حدود الاحترام أو القيم التي أؤمن بها.
في النهاية، كانت تلك أول مرة أجرؤ فيها على أن أكون المسيطرة بطريقة متزنة، وأنا ممتنة لتلك اللحظة التي فتحت لي أبوابًا جديدة لفهم نفسي والعالم من حولي.