في مساء هادئ من أمسيات الصيف، كان يحيى جالسًا في غرفته الصغيرة، يتأمل السماء من نافذته، يحلم بأن يصبح فنانًا مشهورًا عالميًا. منذ نعومة أظافره، كان يحمل في قلبه شغفًا خاصًا بالرسم، لكن الحياة لم تكن سهلة، وكان الطريق أمامه مليئًا بالتحديات والصعوبات.
لم يكن يحيى يمل من المحاولة، بل كان يؤمن بأن الأحلام مهما بدت مستحيلة فإنها تنطفئ فقط عندما يتوقف الإنسان عن المحاولة. رسم وأعاد رسم، وتعلم من كل خطأ، حتى أصبح يرسم لوحات تعكس مكنونات روحه وتعبر عن أحلامه.
في أحد الأيام، وصل إليه خبر عن مسابقة فنية محلية كُتب عليها “فرصة العمر”. دون تردد، قرر أن يشارك. جهز لوحته بعناية، وعندما جاء يوم المعرض، وقف مشدوهًا أمام لوحاته ولوحات الآخرين على حد سواء. لكنه كان يرفض أن يفقد الأمل.
فاجأه القاضي بإعلان فوزه بالمركز الأول، وفجأة، تحولت أحلامه إلى واقع ملموس. تلقى دعوات للمشاركة في معارض دولية، وبدأت أعماله تزين الجدران في مدن مختلفة. لم يكن يحيى يتخيل أن كل هذا سيحدث في لحظة واحدة، تلك اللحظة التي قال فيها “نعم” لفرصة كانت قد بدت بسيطة.
تحولت رغبته القديمة إلى حقيقة تضيء حياته، وأدرك أن الأحلام ليست إلا بداية لمغامرة تنمو وتتحقق بالثقة والصبر. وفي تلك اللحظة، أدرك يحيى أن الحلم الذي كان يراه بعيدًا، أصبح الآن حقيقة تشرق في قلبه، حقيقة تستحق كل لحظة انتظار وكل قطرة جهد بذلها.
وهكذا يُثبت يحيى لنا جميعًا أن الحلم لا يموت، وأن الحقيقة يمكن أن تنبثق من بذرة صغيرة زرعها الإنسان في داخله، لتزهر بطريقة لم نتوقعها إلا في لحظة، لحظة لا تنسى.