في زوايا الحياة المكتظة بالقصص والتجارب، يمر الإنسان بلحظات تغير فيها نظرة قلبه وعقله تجاه مفاهيم عديدة، من بينها الحب. كانت لدى سامر فكرة رومانسية مثالية عن الحب، يتخيله كسماء صافية مليئة بالنجوم، لا تعرف سوى النقاء والبراءة. لكن حدث ما لم يتوقعه، كشف له سرًا غيّر هذه النظرة إلى الأبد.

كان سامر شابًا طموحًا وروحًا حساسة، يحب الحياة والأمل، وكان يؤمن بأن الحب هو ذلك الشعور الذي يمنح الإنسان دفعة إيجابية لا تنتهي. وعندما التقى بسارة، الفتاة التي أسرته بابتسامتها وهدوئها، شعر أن حُلمه بدأ يتحقق. بمرور الوقت، تعمقت علاقتهما، ووجد نفسه يغوص في أعماق مشاعر لم يعرفها من قبل.

ولكن سر الحب الذي اكتشفه لم يكن ذلك الذي يروّج له في القصص الرومانسية، بل كان أعقد وأكثر نقاءً. في إحدى الليالي الهادئة، جلس مع سارة يتحدثان تحت ضوء القمر الخافت، وبين كلماتها الصادقة، كشفت له عن تحديات حياتها، عن الألم الذي عانته، وعن الخيبات التي تركت أثرًا عميقًا في قلبها. لم تكن سارة مجرد شخصية في قصة حب؛ كانت امرأة تحمل قصصًا لم تُروَ، وكان حبها ليس انطلاقًا من الكمال، بل من القبول والتسامح.

فهم سامر أن الحب الحقيقي ليس فقط في لحظات السعادة والفرح، بل في القدرة على التماسك أمام العواصف، في احترام الجروح ومحاولة شفاءها، في الصبر على الآخر رغم عثراته. كان الحب، بالنسبة له، رحلة مشتركة نحو الفهم والقبول، وليس فقط شعورًا عابرًا أو مثاليًا لم يعرفه إلا في الأفلام والروايات.

هذا السر الذي كشفته له سارة جعل سامر يعيد النظر إلى كل ما كان يعتقده عن الحب. أدرك أن الحب هو قدرة على احتضان الآخر بعيوبه وإنسانيته، وأنه يكمن في الصدق والتواصل الحقيقي، ليس في المظاهر أو التصورات المثالية. ومنذ ذلك اليوم، لم يعد يبحث عن لقب “الحب المثالي”، بل سعى لأن يكون حاضرًا وواقعيًا، يبني علاقة تستند إلى الثقة والتفاهم.

هكذا تغيّرت نظرته إلى الحب، وصار يرى فيه جمالًا أعظم، جمالًا يرتكز على القبول، والاحترام، والصدق. وكأن السر الذي كشفته له سارة أضاء له دربًا جديدًا، جعل قلبه ينبض بحب أكثر حكمة ونضجًا، حبًا يليق بالحياة بكل تعقيداتها وجمالها.

من lakhe