في زوايا الحياة اليومية، تتشكل بين الناس روابط وأسرار تظل محمية بعناية، يختار كل شخص أن يبوح بها فقط لمن يستحق الثقة. قصة “السر الذي لم يبح به لأحد إلا لها” هي قصة عن تلك الثقة النادرة التي تُهدي روح الإنسان دفءَ المشاركة من دون خوف من الخيانة.

كان آدم شخصاً هادئ الطباع، يعيش حياة بسيطة لا يبوح فيها كثيراً عن أعماقه لأحد، يحمل في قلبه سرًا عميقًا لم يشأ أن يُفصح عنه، حتى لأقرب الناس إليه. ذلك السر كان كالجوهرة الثمينة التي يحتفظ بها بعيداً عن أنظار الآخرين، خوفاً من أن تُجرح به مشاعره أو يُساء فهمه.

في يوم من الأيام، التقَى بها صدفة في أحد المقاهي الصغيرة، كانت ليلى، امرأة ذات حضور خفيف ونظرات عميقة، استطاعت بابتسامتها وطيب كلامها أن تكسر حواجز التردد التي كان يحملها آدم. مع مرور الوقت، نما بينهما شعور من الألفة والطمأنينة، حتى وجد آدم نفسه يثق بها أكثر من أي شخص آخر.

في لحظة حميمية من حديثهم، وفي جوٍّ من الصراحة المتبادلة، قرر آدم أن يبوح بسرّه، ذلك السر الذي ظل يثقل صدره ويحاصره بالخوف طوال سنوات. كانت ليلى وحدها التي استقبلت الأمر بهدوء، دون حكم أو تعجّل، ورتّبت الكلمات ببراعة، مما جعل آدم يشعر بأن هذا السر لم يعد عبئًا، بل بات جسراً من الصدق بينهما.

ومنذ ذلك الحين، لم يكن السر مجرد حقيقة دفينة، بل تحول إلى رمز لثقته بها، ومصدرٌ لقوة لروحه، تذكره دوماً بأن هناك من يستحق أن يفتح لها أبواب قلبه دون تردد.

هذه القصة تذكرنا بأن السر ليس مجرد معلومة تُحفظ، بل هو عطاءٌ من الروح لمن يلمسها بمودة وإخلاص، ومن دون ذلك، تبقى الأبواب مغلقة والقلوب مثقلة. فالثقة الحقيقية لا تُعطى إلا لمن يبرهن على احترامها واحتضانها، وهكذا يستمر السر في الحياة، حياً يروي قصة إنسان وجد في شخص ما ملاذه الأمن وعزله الحبيب.

من lakhe