في ذاك المساء الهادئ، كانت الأجواء مشبعة برائحة الأمطار التي بدأت تتساقط قليلًا خارج النافذة. جلس سامر وليلى في الحديقة الصغيرة خلف المنزل، يتبادلان الحديث وأحاديثه الخفيفة التي لطالما كانت تملأ أوقاتهما بالفرح والطمأنينة. كان هناك شيء مختلف في نظراتهما، شيء ينبض بهدوء لكنه يحمل في طياته الكثير من المشاعر الكامنة.

مع مرور الوقت، اقتربت يدي سامر من يد ليلى بشكل غير محسوب، وكان كل منهما يشعر بقوة الجاذبية التي تفصلهما عن اللحظة التي لطالما تبادلاها بالكلمات فقط. حاول سامر أن يقاوم تلك الرغبة المفاجئة في التقرّب أكثر، ولكنها كانت أقوى مما يتوقع. ليلى، من جانبها، شعرت بضياء داخل قلبها يزداد توهجًا مع كل نبضة، وكأن الكلمات لم تعد كافية لوصف ما يجول في داخلهما.

في تلك اللحظة، لم يتمكنا من المقاومة. كانت النظرة المتبادلة بينهما تقول أكثر مما تستطيع الكلمات أن تعبر عنه. اقتربا ببطء، ببطء يحفظ لكل منهما احترام الآخر، لتلتقي شفاههما في لمسة ناعمة تحمل وعدًا جديدًا. تلك اللحظة كانت بداية فصل مستقل في علاقتهما، فصل يكشف لهما معاني جديدة من القرب والاهتمام والحب.

لكن ما ميز تلك اللحظة ليس فقط في تقربهما الجسدي، بل في قوتها العاطفية التي جعلتهما يدركان عمق مشاعرهما المشتركة. كانت تلك اللحظة التي لم يتمكنا فيها من المقاومة، لحظة صادقة حملت بين طياتها الشغف والحنان، ولم تكن سوى تعبير عن ارتباط أعمق بين قلبين كانا ينتظران فقط الفرصة ليعبرا عن ذلك دون خوف أو تردد.

وهكذا، تحت زخات المطر وهدوء الليل، شهدت الحديقة الصغيرة بداية قصة تحمل في تفاصيلها الكثير من الحب الصادق، قصة لم تكن بحاجة إلى الكثير من الكلمات، لأن لغة القلوب كانت كافية لتكتب فصولها الأولى.

من lakhe