في قرية صغيرة تحيط بها الغابات الكثيفة والأنهار المتدفقة، كان يعيش شاب يدعى سامر. كان سامر قد نشأ في حضن الطبيعة، ولهذا تعلّم كيف يستمتع ببساطة الحياة، ويتأمل جمالها الذي لا ينضب. كان يحب السير بين الأشجار، يستنشق عبير الأرض، ويستلهم من أصوات الطيور وخرير المياه قصة كل يوم.

ذات مساء هادئ، بينما كان سامر يتمشى على ضفة النهر، لمح ضوءًا خافتًا يتلألأ بين الظلال. اقترب بفضول ليجد فتاة جميلة تجلس على صخرة، شعرها يلمع كخيوط الشمس الذهبية، وابتسامتها تنير المكان كأنها قنديل في عتمة الغابة. تبادل الاثنان التحيات، وبدأ الحديث بينهما يتفتح كزهرة في صباح الربيع.

عارفا أن لكل قصة بداية، أخبرته بأنها تدعى ليلى، وأنها تجولت في هذه الغابة بحثًا عن السلام والهدوء، كما يفعل هو. شعر سامر بارتياح لمشاركتها هذه اللحظات الهادئة، وشعر أن هناك شيئًا خاصًا ينمو بينهما، شيئًا نقيًا ينبع من التفاهم والاحترام.

مع مرور الأيام، استمرت لقاءاتهما في الغابة، حيث كانا يشاركان أحلامهما وتطلعاتهما ويستمعان إلى همسات الطبيعة حولهما. كانت صداقتهما تتقوى، وكل لقاء يحمل في طياته دفء المشاعر وصدق المشاعر.

تعلم سامر وليلى معًا أن الحب الحقيقي لا يقوم على العجلة أو المظاهر، بل ينمو ببطء مثل زهرة تنمو بين أحضان الأرض، يحتاج إلى الرعاية والاحترام والصدق. كانت قصتهما تذكر بأن الجمال الحقيقي يكمن في القلوب التي تجد بعضها في صمت الطبيعة، حيث لا كلمات تفيض سوى بالحب الطاهر والوفاء.

وهكذا، أصبحت الغابة ليست مكانًا للاختباء فقط، بل ملاذًا للروح وموطنًا للحب الذي لا يعرف حدودًا ولا شروطًا، بل هو مجرد تلاقي قلوب تنبض بالحياة.

من lakhe