حين طلبت المزيد… ولم يقل لا
في إحدى الأمسيات الهادئة، جلست سارة تفكر فيما مضى بين يدي حبيبها عمر. كانت لحظات تجمع بين الحنان والدفء، حيث تعانقا الكلمات والعواطف دون حاجة إلى كلام كثير. لكن في تلك الليلة، شعرت برغبة غامرة في أن تطلب المزيد، المزيد من الاهتمام، المزيد من الحنان، المزيد من اللحظات التي تجعل قلبها يرفرف بشدة.
ترددت في البداية، فقد كان الخوف يسكنها من أن يرفض طلبها، أو أن يشعر أنها تطلب أكثر من اللازم. لكنها جمعت شجاعتها، ونظرت إلى عمر بعينيها التي تعكس مزيجاً من الأمل والثقة، وطلبت بصوت خافت: “هل يمكننا أن نبقى معاً لفترة أطول؟ أريد أن أشعر بك أكثر، أن لا يرحل الحنان.”
لم يقل لا، بل ابتسم بابتسامة دافئة تضمنت وعداً بلا كلمات. أمسكت بيده برقة، وكأنها تقول له إن قربه هو كل ما تحتاجه لتسعد. بدأت اللحظات تتحول إلى مشاعر أعمق، وتلاشت كل المخاوف والشكوك. كان عمر هناك، حاضرًا ومستعدًا لأن يمنحها كل ما تريده من وقت واهتمام وحب.
في تلك اللحظة، تعلمت سارة أن الطلب ليس ضعفًا، بل هو طريقة للتواصل تعزز العلاقة وتجعلها أكثر صدقًا ودفئًا. وعندما نجد من يحبنا حقاً، يصبح “لا” كلمة نادراً ما نسمعها، لأن الحب يدفعنا دائماً لأن نكون منفتحين على الآخر ونشعر برغباته واحتياجاته.
حين طلبت المزيد، لم يقل عمر لا، بل منحها أكثر مما كانت تتوقع، مما جعل قلبها ينبض بقوة، واحتضنها الحنان بعمق لا يوصف.
وهكذا، تبقى تلك اللحظة محفورة في ذاكرة سارة، رمزاً لقوة الحب، حيث استُجيب طلبها بكل حب وحنان، دون حاجة للتردد أو الرفض.