في صباح مشمس من أيام الربيع، كان هناك تجمع صغير يجمع بين أصدقاء الطفولة في حديقة المدينة. كانت الضحكات تملأ الأجواء، تتراقص مع نسيم الهواء العليل وتتناثر كالفراشات بين الأشجار والأزهار. بدا كأن الزمان توقف للحظة ليمنحهم فرصة نادرة للفرح، بعيدًا عن هموم الحياة وضغوطها.
لكن مع مرور الوقت، بدأ صوت الضحكات يتلاشى تدريجيًا، لتحلّ محله أنفاس متقطعة وأحاديث متوترة. لم يكن السبب مشاجرة أو خلاف، بل كانت مشاعر دفينة تحمل بين طياتها قلقًا وخوفًا لم يعترف بها أحد في البداية. بدأت الأسباب تتكشف بهدوء؛ أحلام مؤجلة، مشاعر مختنقة، وأحمال الحياة الثقيلة التي تشق طريقها نحو القلوب.
تحولت ضحكاتهم الصافية إلى لحظات صمت تملؤها الأنفاس المتقطعة، وكأن الكلمات عجزت عن التعبير عن ما تخبئه النفوس. كانت تلك الأنفاس تحمل بين جوانبها حكايات لم تُروَ، حزنا وخوفا وأحيانًا أملًا خافتًا. تلك اللحظات علمتهم أكثر من أي وقت مضى أن الحياة ليست دائما مليئة بالفرح المتواصل، بل هي مزيج من المشاعر المختلفة التي تعلمنا كيف نكون أقوى.
وفي نهاية ذلك اللقاء، أدرك الجميع أن الضحكات ليست مجرد أصوات بل هي انعكاس لما بداخلنا. وأن الأنفاس المتقطعة، رغم صعوبتها، هي دعوة للتمعن والتغيير، لكي نعيد بناء تلك اللحظات السعيدة، لنحول الأنفاس المتقطعة مرة أخرى إلى ضحكات تعانق السماء.