في إحدى الليالي الهادئة، جلس سامر في غرفته يتأمل تفاصيل يومه الطويل. كانت الأفكار تتقافز في رأسه، لكنه أراد أن يجد شيئًا يغير من روتين أيامه المملة. قرر أن يبدأ هذا المساء بشيء بسيط، لمسة صغيرة، كانت تلك اللمسة بداية لمغامرة غير متوقعة.

بدأ سامر بفتح نافذته، حيث هبت نسمة باردة ألقت برائحة الينسون والدخان الخفيف من الحديقة المجاورة. وضع يده على ذراع الكرسي الذي يجلس عليه، وأحس بدفء الخشب يلامس جلده بلطف. كانت تلك اللمسة الصغيرة تثير فيه إحساسًا غريبًا بالراحة والهدوء، كأنها تفتح نافذة جديدة في قلبه.

لكن مع مرور الوقت، بدأت أشجار الليل تتحرك تحت تأثير الريح، وانتشرت رائحة الزهور في الهواء، تحولت اللمسة الصغيرة إلى حس مبهر بالاتصال مع الطبيعة. استلقى سامر على الأرض، ورغم برودة البلاط، إلا أن قلبه صار ينبض بقوة. شعر بأن اللحظة تزداد عمقًا، وأن الأشياء البسيطة في الحياة تستطيع أن تتحول إلى لحظات تحمل في طياتها سحرًا جنونيًا.

ابتسم سامر لنفسه، إذ أدرك أن هذه الليلة لم تكن تبدأ بلمسة صغيرة فحسب، بل أنها مهّدت طريقًا إلى حالة من الانفتاح على الذات والعالم، حالة تنمو فيها المشاعر وتصبح أعمق، وكأن الليل جعل كل شيء ممكنًا، والجنون هنا ليس تفككًا، بل تحررًا من القيود الروتينية.

هكذا انتهت الليلة، حيث يُثبت أن أبسط الأمور قد تفتح أبوابًا لأعظم التجارب، وأن جنون اللحظة قد يكون مزيجًا من الهدوء والانفجار، من الصمت والصخب، ومن اللمسة الصغيرة التي تتحول إلى حياة متجددة.

من lakhe