في ليلة هادئة تغمرها النجوم وتتوشح السماء بسحرها الهادئ، اجتمعت الأجواء لتصنع لحظة لا تُنسى، ليلة لم يسمع فيها سوى صرخاتها. كانت تلك الليلة مختلفة عن كل الليالي التي مرت، فقد حملت في طياتها مشاعر مكبوتة وتجارب لم تُعَبَّر عنها من قبل.

في قرية صغيرة بين الجبال، عاشت فتاة تُدعى ليلى، صاحبة روح حساسة وقلب متوقد بالشوق إلى الحرية والفهم. طوال حياتها كانت تكتم أحزانها وأفراحها خلف ستار من الصمت، لكن هذه الليلة جاءت حاملة معها طيفًا من الانفجار الداخلي.

تحركت الرياح بهدوء عبر نوافذ غرفتها المفتوحة، وكأنها تستمع إلى صرخات ليلى التي لم تكن صرخات ألم، بل كانت صرخات تحرير ونشوة. صرخات كانت تدل على انطلاق طاقاتها المكبوتة، على تحررها من قيود الخوف والشك، وعلى اعترافها بحاجتها لأن تُسمع وتُفهم.

في تلك اللحظة، اختلطت مشاعرها بين الخوف والجرأة، بين الألم والأمل. كانت صرخاتها تعبيرًا عن الألم الذي تراكم داخلها، عن الحزن الذي لم يجد منفذًا، وعن القلق الذي طالما رافقها. لكنها أيضًا كانت صرخات انتصار، لأن بها كانت تختزن قوة لا يعرفها سوى من مر بتجارب مشابهة.

هذه الصرخات لم تجذب انتباه أحد سوى الأزهار التي تفتحت ليلاً، والنجوم التي بدت وكأنها تتراقص على إيقاعها. فقد كانت تعبيرًا صادقًا عن الإنسان حين يواجه أعماقه، حين يختبر لحظة صدق مع الذات، لحظة لا يمكن فيها للكلمات أن تعبّر عن مدى ما يختلج في القلب.

وفي الصباح، عندما خبت تلك الصرخات، شعرت ليلى وكأنها ولدت من جديد. صرخاتها كانت بداية لنشيد جديد، نشيد الحرية والسلام الداخلي، نمط حياة جديد قائم على الصدق مع النفس وعدم الخوف من التعبير عن المشاعر.

وهكذا، تحمل تلك الليلة رسالة لكل من يخفي صرخاته في صمت، تذكير بأن التعبير عن الألم والفرح هو خطوة نحو الخلاص، وأن في كل صرخة حياة جديدة تنتظر أن تولد.

من lakhe