في أحد الأحياء القديمة، حيث تمتزج رائحة الكتب العتيقة برائحة القهوة الساخنة، كان يعيش شاب يُدعى سامي. كان سامي شغوفًا بالأدب والفنون، يقضي ساعات طويلة في المكتبة يستكشف عوالم الحكواتي اليونانيين والشعراء العرب القدامى. كانت قصصهم تنبض بالحياة في خياله، تحمله بعيدًا عن روتين الحياة اليومية.

ذات يوم، وبينما كان يتجول في سوق الكتب القديمة، وقع نظره على دفتر صغير بغلاف جلدي متآكل. دفعه الفضول ليفتحه، فوجد بداخله مذكرات فتاة تُدعى ليلى تعيش في نفس الحي قبل سنوات عديدة. كانت كلماتها تدور حول أحلامها وآمالها، عن الجمال البسيط الذي تراه في تفاصيل حياتها اليومية، وحكاياتها عن الحب والصدفة واللقاءات الصغيرة التي تهز القلب.

تعمق سامي في قراءة المذكرات حتى شعر وكأنه يعيش معها تلك اللحظات، فتشبع قلبه بشعور من الحنان والحنين. في إحدى الصفحات، وصفت ليلى كيف التقت بشاب كان يشبه سامي في حبه للحياة والفن، وكيف كان الحديث مع هذا الشاب يشعل في داخلها نور التفاؤل والإبداع.

هذا اللقاء الخيالي بين كلمات الماضي وحياة الحاضر ألهم سامي أن يبدأ مشروعه الأدبي الخاص، حيث قرر أن يكتب قصة تجمع بين أحلامه وأحلام ليلى، ليحكي فيها عن اللقاءات الصغيرة التي تغيّر مجرى الحياة، وعن جمال المشاعر الإنسانية التي لا تحتاج للكلمات الكبيرة لتكون عميقة وصادقة.

وبين صفحات كتبه ودفتر ليلى القديم، وجد سامي معنى جديد للحياة؛ معنى يرتكز على الأمل، واللقاءات، والقصص التي تُشعرنا بأننا لسنا وحدنا في هذا العالم الكبير. وهكذا، بدأ رحلة جديدة من الحكايا، يسعى من خلالها إلى أن يزرع البسمة والدفء في قلوب من يقرأون له، بعيدًا عن كل ما هو سطحّي أو مبتذل، مؤمنًا بأن الكلمة الصادقة تمتلك القدرة على تغيير العالم.

من lakhe