في ليلة هادئة، جلس سامر ولمى على شرفة المنزل المطلّة على المدينة، تتلألأ أنوارها كأنها نجوم صغيرة على الأرض. كان الهواء نديًا يحمل معه نسيمًا منعشًا، والسماء صافية مرصعة بالقمر والنجوم. لم يكن هناك شيء يمكن أن يزعج صفو تلك اللحظة الهادئة سوى صوت أنفاسهما المتزامنة.

كانت تلك الليلة مختلفة عن كل الليالي السابقة؛ لم ينم أحد منهما، فتبادلا الحديث عميقًا عن أحلامهما وآمالهما، عن مخاوفهما الصغيرة ولحظاتهما السعيدة. سرد سامر قصصًا من طفولته، بينما لمى استمعت بشغف، تضحك من مواقفه وتُشعره بالألفة التي طالما حلم بها.

تحدثا عن المستقبل، عن الخطوات القادمة التي سيخطونها معًا، لم تكن هناك كلمات مبالغة أو مشاعر جامحة، بل كانت لحظة صفاء بين اثنين يحبان الصدق والطمأنينة. راقبهما القمر وصديقا السماء، وظلّا ساهرين حتى بدأ الفجر يلوّن الأفق بألوانه الأولى.

في تلك الليلة، لم يكن النوم ضرورة، بل كان وجودهما معًا كافياً ليشعر كلاهما بأن القلب يرفرف بالسكينة والراحة. ليلة لم يغب عنها الضوء، ولم يغمرها سوى دفء المشاعر الهادئة التي لا تحتاج إلى كلمات كثيرة. كانت ليلة تذكار يبقى محفورًا في الذاكرة، حيث تعرفا فيها على معنى الألفة الحقيقية وجمال اللحظات البسيطة التي تشكل حياة الإنسان.

من lakhe