في زاوية هادئة من مدينة صغيرة، كانت هناك مكتبة قديمة تحمل بين رفوفها قصصاً وأسراراً نسجها الزمن. بين تلك الرفوف، التقت “علياء” بـ”سامر”، شاب يحمل في عينيه بريق ألم خفي. كانت علاقتهما تتناغم كأنهما يعرفان بعضهما منذ زمن بعيد، رغم أن لقائهما كان حديثاً.

ذات مساء، جلسا سوياً في ركن المكتبة، حيث الضوء خافت والهواء مشبع برائحة الورق القديم. نظر سامر إلى علياء بنظرة تختلط فيها الحيرة والرهبة، وترددت ثم بدأ بالكلام بصوت خافت: “هناك سر أخفيته عنك طويلاً، سر لطالما أشعل كياني من الداخل حين فكرت بإخبارك، لكنني كنت أخاف أن يتغير كل شيء بيننا.”

تنفست علياء بعمق، وكانت تتوقع أن يكون السر شيئًا معقداً أو موقفًا من الماضي، لكنها لم تكن مستعدة لما ستسمعه. قال سامر: “أنا أعاني من مرض نادر، وهو ليس فقط تحدياً صحياً، بل صراع نفسي مستمر يجعلني أشعر أحياناً بأنني وحيد في عالمي الخاص.”

في تلك اللحظة، لم تملك علياء سوى أن تمسك يده بدفء، وتهمس: “سأكون هنا، مهما كان الماضي أو المستقبل، لن أدعك تحترق وحدك.”

كان السر الذي كشفه سامر كاشفاً لقدر كبير من الألم والخوف، لكنه أيضاً كان جسرًا للأمل. لقد أشعل جسده حين عرفه، ليس بالنار المدمرة، بل بشعلة التضامن والمحبة التي لا تخبو.

ومنذ ذلك اليوم، أصبح السر ليس عبئاً، بل نقطة انطلاق لعلاقة أعمق وأصدق، حيث تقاسمت الروحان الألم والقوة، وجعل كل لحظة تجمعهما أكثر إشراقاً.

من lakhe