في قلب مدينة تغمرها الأضواء وأصوات الحياة، كانت تعيش لميس فتاة هادئة تحب القراءة والرسم وتعيش حياة بسيطة بعيدًا عن صخب العالم. تعرفت لميس على سامر، شاب طموح ملأ حياتها بألوان جديدة، وأصبح وجوده معها كنسيم الربيع يعطر أياميها. لكن مع مرور الوقت، بدأ شيء غريب يتسلل إلى قلب لميس، شيء اسمه الغيرة.

لم تكن الغيرة بالنسبة لها مجرد شعور عابر، بل نار وهبت في صدرها تحرقها شيئًا فشيئًا. كان سامر يتحدث مع الكثير من الناس، وكانت لميس ترى في كل كلمة وكل نظرة تهديدًا لعلاقتهم. في البداية حاولت كبت هذا الشعور، لكنها أدركت أنه كلما كتمته، ازداد قوة وانتشر في أعماق روحها.

وفي يوم ما، قررت لميس أن تحول هذه الغيرة التي كانت تدمرها إلى قوة إيجابية. فكرت في كيف يمكن لهذا الشعور أن يصبح وقودًا لشغفها وحبها لسامر. بدلاً من أن تترك الغيرة تعميها، بدأت تستخدمها كحافز لتطوير ذاتها، لتكون شخصًا يستحق أن يحب سامر ويخاف عليه من فقدها.

بدأت لميس تعبر عن مشاعرها بصدق، تحدثت مع سامر عن مخاوفها، عن لحظات الغيرة التي تعذبها وما تخشاه في قلبها. وفوجئت بردة فعله، إذ رأى فيها ذلك الشغف المشتعل الذي لم يكن يعرفه من قبل. أصبح هذا الحوار جسرًا بينهما، جسرًا من الحب والاحترام والتفاهم.

تحولت نار الغيرة إلى شرارة شغف تُلهب قلب لميس، تدفعها لتكون أقوى، أكثر جرأة، وأكثر حبًا وحياة. تعلمت أن الغيرة ليست خصمًا، بل صديقًا يحتاج إلى الحكمة في التعامل معه. وهكذا، أصبحت لميس وسامر قصة حب لا تنطفئ، قصة بدأتها غيرة لكنها كانت نهايتها شغفًا لا يُقهر.

من lakhe