في إحدى الأمسيات الهادئة، جلس سامي في مقهى صغير يحوي ركنًا هادئًا، مفتوحًا دفتر ملاحظاته القديم ويده تمسك بهاتفه الذكي. كان ينتظر رسالة من صديقه القديم، رامي، الذي لم يتحدث معه منذ سنوات. فجأة، وصلته رسالة، بدأت كالمعتاد: “مرحبًا سامي، كيف حالك؟”.

بدأت المحادثة تسير بسلاسة، يتبادلان الحديث عن الأيام القديمة، والعمل، والأحداث التي مرت بهما. كانت كلمات رامي هادئة ومتزنة، لكنه بدأ يلمح إلى تغييرات جذرية حصلت في حياته. كان سامي يسمع القصص بشغف، لكنه لم يتوقع ما سيأتي لاحقًا.

فجأة، أرسل رامي رسالة تحمل اعترافًا غامضًا: “هناك شيء لم أخبرك به من قبل، ولكنه غير حياتي بالكامل.” استوقف سامي، وطلب منه التوضيح، فما حدث كان أكثر من مجرد قصة عادية.

أخبره رامي بأنه قرر فجأة الانطلاق في رحلة روحانية قصيرة إلى مكان بعيد، حيث التقى بأشخاص غريبين وتعلم معاني جديدة للحياة والسعادة. لكن الأهم من ذلك، قال إنه اكتشف في تلك الرحلة شغفًا جديدًا لم يكن يتخيله: الكتابة. لم يكن رامي مجرد صديق قديم، بل كان بداية كاتب موهوب يتطلع لمشاركة قصصه مع العالم.

كانت النهاية مفاجئة وغير متوقعة، فبدلًا من محادثة عادية تعيد الذكريات القديمة، تحولت إلى نقطة تحول في حياة الاثنين. سامي وجد نفسه ملهمًا ليستأنف حلمه القديم في الكتابة، وبدأ الاثنان رحلة جديدة من التواصل والابداع، متخذين من الحوار بداية جديدة لمستقبل يشبه الحكايات التي يكتبونها.

هذه المحادثة البسيطة التي ظنها سامي مجرد تذكير بالماضي، أصبحت بعد انتهائها مصدر إلهام لم يعهده من قبل، ليؤكد أن أحيانًا الكلمات على شاشات الهواتف تحمل معها مفاجآت تغير مجرى الحياة.

من lakhe