في إحدى الليالي الهادئة، جلستا تحت نور القمر الخافت، يشع من نوافذ الغرفة أنوار فضية تلامس وجهيهما برقة. كان الجو محاطًا بسكون خاص، حيث كان كل شيء يبدو وكأنه يتوقف للحظة، ليمنحهما تلك اللحظة المميزة التي لا يشبهها شيء.

اجتمعت روحيهما في حضن دافئ، وأحسّا معًا بأن ثقل العالم قد تلاشى، وحينها فقدا الإحساس بالوقت، كأن الساعة قد تراجعت أو توقفت عن الدوران. كانت أحاديثهما تتداخل مع همسات القلب، نظراتهما تتكلم بلغة لا تحتاج إلى كلمات، وابتساماتهما تنسج حولهما جدارًا من الأمان والطمأنينة.

في ذلك الحضور المشترك، تغير مفهومهما للزمان والمكان، وتحولت اللحظة إلى رحلة داخلية إلى أعماق العواطف الصادقة. لم تكن هناك حاجة لتصريف الوقت أو التفكير في المستقبل؛ كل ما كان يهمهما هو هذا الحضور الكامل، هذه الوحدة المشبعة بالحب والاحترام.

حينها، فهما أن الحب الحقيقي لا يقاس بالساعات أو الدقائق، بل بقياس النقاء والصدق في المشاعر، وأن أجمل اللحظات هي تلك التي تفقدنا فيها الإحساس بكل ما هو خارجي لنغمر أنفسنا في دفء القلب.

وهكذا، بقي حضنهما ملاذًا لا يعبره الزمن، ملاذًا يقع فيه الإنسان بين ذراعي الحبيب ليشعر بأن العالم بأسره عند قدميه، وأن اللهفة والطمأنينة يمكن أن تتحدا في لحظة واحدة، تنسج منها قصة حب لا تنتهي.

من lakhe