في إحدى الليالي الهادئة، وهو جالس على أريكة غرفته يتصفح هاتفه بلامبالاة، وصلته رسالة غير متوقعة من امرأة كانت جزءًا من ماضيه الجميل. كانت كلماتها بسيطة، لكنها حملت في طياتها كثيرًا من الذكريات والأحاسيس التي كانت تكتمها الأيام.

قالت الرسالة: “أتذكر ذلك المساء حين وقفنا تحت المطر ولم نكن نخاف من البرد؟ أحيانًا، تأتي الذكريات لتذكرنا أننا ما زلنا أحياء بداخلنا، حتى وإن بدا العالم مغمورًا بالصمت.”

ابتسم بتردد، وتذكر تفاصيل ذاك اللقاء الذي طالما شكل له ملجأً من ضغوط الحياة. لم يكن مجرد لقاء عابر، بل كان لحظة حملت بين لحظاتها دفء الاشتياق والرغبة في إعادة الزمن إلى الوراء لنعيشها من جديد، لكن بحذر أكبر ووعي أعمق.

رد عليها بكلمات تحمل نفس الهدوء: “الحنين يأتي في أوقات لا نتوقعها، وكأنه يفتح نافذة على الماضي لنشاهد أنفسنا كما كنا. ربما حان الوقت لنستعيد تلك اللحظات، ليس لنعيشها كما كانت، بل لنصنع منها بداية جديدة.”

بدأت الرسائل بينهما تتدفق، تحمل في كل كلمة لمسة من الحنين وعبق الذكريات التي جمعت بينهما. لم تكن الرسائل مجرد كلمات إلكترونية، بل كانت جسورًا تجسد رغبة عميقة في إعادة إحياء شيء جميل، لكن هذه المرة بمسافة آمنة تجنّب اللقاءات السريعة والقرارات العشوائية.

في كل رسالة، كان القلب ينبض بشوق ورغبة، لكنه كانا يعلمان أن ما بينهما أعمق من مجرد لقاء عابر. كانت تلك الرسائل بمثابة توقيع غير معلن على بداية فصل جديد من حياتهما، حيث يمكن للحب أن يستيقظ من جديد، لكن هذه المرة بنضج ورغبة حقيقية في البناء.

لم تكن الرسالة مجرد تواصل عابر، بل كانت شرارة أضاءت ظلمة الوحدة والذكريات المنسية، لتعيد إلى قلبيهما الحنين والرغبة، دون تجاوز الحدود التي تحافظ على الاحترام والخصوصية، لتكون بداية فصل جديد يحمل الكثير من الأمل والتجدد.

من lakhe