كانت الليلة هادئة، والقمر يسطع بنوره الفضي على المدينة التي لم تنم بعد. في إحدى الزوايا الدافئة من المقهى، جلسا معاً يتبادلان نظرات ملؤها الحنان والاشتياق. كانت بينهما قصة طويلة من الصداقة تحولت تدريجياً إلى مشاعر أعمق، وعندما التقت أنظارهما في تلك اللحظة، لم يكن هناك مكان للكلمات.

اقتربت يداهما ببطء، واحتضنا بعضهما بخفة ودفء، ثم تلاقى شفاههما في قبلة طويلة، ليس فيها استعجال، بل كانت تعبيراً عن كل ما لم يقولا. كانت القبلة أشبه بنور يشع داخلهما، مشاعرهما تتراقص بين دفء اللمسة ونعومة الشعور.

مع مرور الوقت، طالت القبلة وصار الحضور بينهما أشبه بسحر لا ينتهي، وكأن العالم اختفى، وبقيت فقط روحهما ترفرف مع نسيم الليل، ممتلئة بكل تلك النبضات التي أضاءت أجسادهما حتى بزوغ الفجر.

عندما ابتعدا أخيراً، كان في عينيهما بريق لم يختفِ، أكثر من كلمات كانت تخاطب الروح، تذكران تلك اللحظة التي عبرت الحدود الخجولة للدوافع، ونشرت في داخلهما دفءً لم يعرفاه من قبل، دفء يستمر في الذوبان بهدوء عبر الأيام القادمة، كأن قبلة واحدة مخلصة قادرة على إشعال نار توق لا ينطفئ.

من lakhe