في إحدى القرى الصغيرة التي تحيط بها الغابات الكثيفة، كان يعيش رجل يُدعى سامر. كان سامر شخصًا هادئًا يحب السلام، لكنه يملك قلبًا مليئًا بالحماس والعدالة. كان الجميع يعرفه لأنه لا يتردد في قول الحقيقة مهما كانت النتائج.

في صباح يومٍ مشمس، اجتمع أهل القرية في السوق كما هو الحال دائمًا، لتبادل الأخبار والبضائع. وبينما كان سامر يتحدث مع بعض الأصدقاء، مرت امرأة تُدعى ليلى، وكانت تحمل قصة مهمة. قالت بصوت خافت إن أحد الجيران قد تآمر ضد عائلتها، وإن هناك ظلمًا كبيرًا يهدد سلامتهم.

تبادل أهل السوق النظرات، وكأنهم ينتظرون كلمة واحدة فقط ليستمعوا ويصدقوا. في تلك اللحظة، قال سامر كلمة واحدة فقط: “كفى”.

كانت هذه الكلمة البسيطة هي الشرارة التي أشعلت نار التوتر في القرية. فجأة، تحولت المحادثات الهادئة إلى نقاشات حادة، وآراء متضاربة، وتحولت الكلمات إلى اتهامات ومشاحنات. الكلمة التي نطق بها سامر لم تكن دعوة للعنف، لكنها كانت كافية لتحريك مشاعر الغضب الكامنة في النفوس.

تدريجيًا، تحولت القصة الصغيرة التي كانت مجرد نغمة في السوق إلى أزمة كبيرة هزت أساسات القرية. وبدلاً من التفاهم، انقسم الناس إلى مجموعات، وكل مجموعة تأخذ جانبها، وبدأت نار الخلاف تلتهم الروابط التي جمعت بينهم.

ولكن، مع مرور الوقت، أدرك سامر وأهل القرية أن هذه النار لا يمكن أن تحترق إلى الأبد، وأن كلمة أخرى، هي كلمة الصلح، قادرة أن تطفئها. اجتمعوا مرة أخرى، وبدلاً من كلمة “كفى” التي أشعلت نار الخلاف، رفعوا كلمة “تسامح” لتعيد السكينة والسلام إلى قلوبهم.

وهكذا، تعلم أهل القرية جيدًا أن الكلمات، مهما كانت بسيطة أو قصيرة، تحمل في طيّاتها قوة عظيمة: إما أن تشعل النار أو تطفئها. وكل ما يحتاجه الأمر هو الحكمة في اختيار الكلمة المناسبة في الوقت المناسب.

من lakhe