في صباح هادئ من أحد أيام الربيع، قرر سامي ورنا أن يخوضا رحلة صغيرة إلى قرية جبلية بعيدة عن صخب المدينة وضوضائها. كانت هذه الرحلة بمثابة فرصة لهما للتخلص من الضغوط اليومية وتجديد صداقتهما التي استمرت لسنوات طويلة. لم يكن بينهما ما يخفيه؛ فقد جمعتهما لحظات كثيرة من الصراحة والصدق، ولكن تلك الرحلة حملت معها مفاجآت جديدة أظهرت لهما عمق العلاقة التي تربطهما.

انطلقت السيارة تتسلق الطرق المتعرجة، وكان الهواء النقي يملأ النوافذ المفتوحة ورائحة الأشجار تملأ المكان. أثناء توقفهما عند نهر صغير للاستراحة، بدأ الحديث يتعمق أكثر من المعتاد. تحدث كل منهما عن مشاعر لطالما كتمها، عن أحلام وأمانٍ تبدو بعيدة المنال، وعن مخاوف لطالما بقيت صامتة.

كانت تلك اللحظات بمثابة كشف للغُطاء عن أعمق جوانب نفسيهما، أدركا أنه لا يوجد سر بينهما يمكن أن يهدد صداقتهما، بل العكس، كل كلمة تقال تزيد من قوة الروابط بينهما. في المساء جلسا بجانب النار يستمعان إلى أصوات الطبيعة ويتبادلان القصص التي لم يسمعها سوى القليلون.

حين عادا إلى المدينة، لم يكن هناك فرق كبير سوى أن قلب كل منهما كان يحمل ذلك السر الجميل – سراً ليس له حاجة لأن يُخبأ، بل سر الصداقة الحقيقية والشفافية التي أصبحت أكثر وضوحًا بعد تلك الرحلة. كانت رحلة لم تترك مكانًا للغموض، بل ساهمت في بناء جسر من الثقة والمحبة الصادقة بينهما.

من lakhe