حين كسرت خوفها، وجد نفسه عاشقًا من جديد
في زحمة الحياة وصخب الأيام، كانت ليلى تعيش خلف جدار من الخوف والرتابة. لم تكن تخاف من شيء محدد، بل من فكرة أن تُجرّب الحياة بكل تفاصيلها، أن تفتح قلبها، أن تحب من جديد. سنوات من الجفاء والصمت جعلتها تظن أن الوقوع في الحب هو نوع من المخاطرة التي لا تحتملها.
أما سامر، فقد كان يراقبها من بعيد، يعشق في صمت ذلك القلب الذي بدا بعيدًا كل البعد عن مشاعر البشر. كان يرى فيها نواة الإنسانية التي غلفتها الأرواح المتجمدة. لم يكن يعرف متى بدأ يحبها، لكنه كان يعلم أن كل يوم يمر عليه بدون أن يكسر جدار خوفها، هو يوم يفقد فيه فرصة للحياة.
وذات مساء، قررت ليلى أن تواجه مخاوفها. لم يكن قرارها سهلاً، لكنها شعرت أنه الوقت المناسب لكي تعيش الحياة التي طالما حلمت بها. بدأت تراسل سامر، تتحدث إليه بكلمات بسيطة لكنها مليئة بالصدق والحنين، وشيئًا فشيئًا بدأت الحواجز تنهار.
حين كسرت ليلى خوفها، لم يكن سامر يجد أمامه امرأة بعيدة وجليلة فقط، بل وجد إنسانة حقيقية، مليئة بالأمل والرغبة في الحب. أدرك عندها أنه لم يفقد الحب يومًا، بل كان ينتظره على أعتاب قلبها.
بدأت علاقتهما تتشكل بين الحوارات العميقة واللحظات الصغيرة التي تشبه نسيم الصباح. لم تكن العلاقة مجرد عاطفة عابرة، بل كانت رحلة اكتشاف الذات والآخر، رحلة شفاء من جراح الماضي وإشراقة جديدة نحو المستقبل.
وبينما كان الخوف ينكسر شيئًا فشيئًا، برز الحب كالنور الذي يتسلل من بين الشقوق، يملأ قلوبهما دفئًا وسكينة. وجد سامر نفسه عاشقًا من جديد، عاشقًا ليلى بكل ما فيها، ليس لأن الحب أتى فجأة، بل لأنه جاء حين سمحت الحياة لها أن تُشعر به.
في النهاية، الحب الحقيقي لا يُقاس بالجرأة فقط، بل بالإقدام على كسر حواجز الذات والرحلة نحو الآخر، وإيمان القلب بأن هناك دومًا فرصة جديدة لنغفر للماضي، ونعيش الحاضر بحلاوته، ونصنع من الغد حكاية مختلفة.