في زحام الأيام وسرعة الحياة، كان يسير الحب بين سطورها كقصة قديمة تتكرر في كل بيت، لكن ببطء، بدأ البعاد يؤثر على ذلك الرابط الذي جمع بين “ليلى” و”سامي”. مرّت شهورٌ على ذلك الشعور الدافئ الذي كان يملأ قلبيهما، والروتين أخذ يتسلل بهدوء، ليخفي وراءه ذكريات البدايات الجميلة.
كانت ليلى تجلس في إحدى الأمسيات في غرفة المعيشة، تتأمل صورة قديمة تجمعها بسامي في رحلة الشاطئ، حيث كانت الضحكات تملأ الأجواء والقلوب نابضة بالحياة. شعرت حينها بحاجة إلى شيء بسيط لكن عميق، شيء يعيد إلى علاقتهما ذلك الدفء المفقود.
في اليوم التالي، وبعد انتهاء العمل، اقترب سامي من ليلى دون أن يقول كلمة، وبدأت أصابعه برقة تمر على يدها. كانت تلك اللمسة الأولى منذ وقت طويل، لم تكن مجرد تماس جسدي، بل كانت رسالة صامتة تعبر عن الحب والاهتمام والحنين. استجابت ليلى لتلك اللمسة، وأحست كما لو أن الزمن قد عاد بها إلى أيام حبهما الأولى، حين كانت كل لمسة تفتح أبواب العشق والتواصل بين قلبين.
لاحقًا، جلسا سوياً، وبدون الحاجة إلى كلمات كثيرة، استعادا القصص التي جمعت بينهما، استعادا أحلامهما الصغيرة، وأحسّا معاً أن الحب لا يموت، بل يحتاج فقط إلى تذكير بسيط، لمسة صادقة تعيد إلى القلوب دفء البدايات.
في تلك اللحظة، أدرك كلاهما أن الحب الحقيقي لا يكمن فقط في الكلمات الكبيرة أو اللحظات الفخمة، بل في تفاصيل الحياة اليومية، في لمسة يدوية حانية، في نظرة صادقة، في اهتمام بسيط يعيد الروح إلى العلاقة، ويجعلها تزدهر من جديد وسط مشقة الأيام.
وبهذه البساطة، عادت بينهما حرارة البدايات، ليس كحكاية تُروى فقط، بل كواقع يعيشان فيه معاً، بكل حب وأمل.