في إحدى الأمسيات الهادئة، كان يجلس سامر وأصدقاؤه في مقهى صغير يطل على شارع المدينة القديم، يتبادلون أطراف الحديث حول أحداث اليوم وأخبار العالم. كانت الأحاديث تدور في مجراها المعتاد، مليئة بالضحكات والنكات، حتى جاء هاتف سامر يرن بشكل متكرر، وقد أظهر على الشاشة كلمة “رسالة غامضة”.

فتح سامر الرسالة بفضول، ووجد فيها كلمات غير مفهومة، عبارة عن مجموعة من الرموز والأرقام التي لم تستطع تقنية هاتفه تفسيرها. نظر إليها مرة أخرى، وشعر أن هناك شيئًا أكثر من مجرد رموز. دفعه ذلك إلى أن يشارك أصدقائه الأمر، فبدأ الجميع يحاولون فك الشفرة أو تفسير الرسالة.

في لحظة تغير الجو بأكمله، فقد تحولت نكتاتهم وضحكاتهم إلى حالة من التركيز، وتحولت الهمسات حول الأحداث اليومية إلى نقاشات عميقة حول معنى الرسالة، وأصلها، ومن أرسلها. بدأوا يبحثون في الإنترنت، يتبادلون الأفكار والنظريات. هل هي رسالة سرية؟ هل هي تحذير؟ أم ربما لغز من شخص مجهول؟

مع مرور الوقت، أدركوا أن هذه الرسالة ليست مجرد حروف، بل هي مفتاح لفتح باب جديد في حياتهم. دفعتهم إلى التفكير بشكل مختلف، وجعلتهم يعيدون تقييم مفاهيمهم حول الثقة، الصداقة، وحتى الذات. كانت الرسالة الغامضة تحفزهم على البحث والتقصي، ولساعات طويلة استمر النقاش بينهم في المقهى.

وبينما كانوا يغوصون أكثر في محاولة فك الرموز، أدركوا أن مجرى الحديث قد تغير بالكامل. لم يعد الحديث عن تفاصيل اليوم أو النوادر، بل أصبح الحديث عن أسرار الحياة، وعن رغبتهم في اكتشاف ما خلف المألوف. وهكذا، ومن خلال رسالة واحدة بسيطة لكنها غامضة، تغيرت طريقة تفكيرهم، وأدركوا أن بعض الرسائل، مهما كانت غامضة، تحمل في طياتها دعوة للانتباه، للبحث، وربما للتغيير.

في النهاية، لم يعرفوا من أرسل الرسالة، ولم يفكوا جميع رموزها، لكنهم اتفقوا على أن ذلك المساء كان نقطة تحول. رسالة واحدة غيرت مجرى الحديث، وغيرت أيضًا نظرتهم للحياة، وأثارت فيهم فضولًا لم يهدأ أبدًا. ومنذ ذلك الحين، أصبحوا ينظرون إلى كل رسالة، مهما بدت بسيطة، على أنها بوابة قد تفتح لهم عالماً جديداً من الأفكار والاكتشافات.

من lakhe