في صباحٍ باهت من أيام الربيع، انطلقت سامية في رحلتها المتواضعة برفقة أصدقاء جدد تعرفت إليهم حديثاً. كان الجو هادئاً، والطريق أمامهم طويل وممل، كأن الساعات تمتد بلا نهاية. لم يكن هناك شيء يثير الحماس في البداية، فالحديث بدأ في دائرة مكررة من المواضيع الرتيبة، والمناظر على جانبي الطريق لم تقدم شيئاً يستحق التوقف أو الإعجاب.

كانت سامية تشعر بأن الوقت يمر ببطء، وكان الجميع يغمرهم شعور بالملل يسيطر على أجواء الرحلة. ولكن، مع اقترابهم من منتصف الطريق، بدأ الهواء يختلف، وأصبحت الألوان أكثر إشراقاً، والغابة التي كانوا يسيرون عبرها بدأ يعمها صوت الطيور وانعكاسات الشمس بين الأشجار الكثيفة.

في هذه اللحظة، قرر أصدقاؤها التوقف عند بحيرة صغيرة اكتشفوها على جانب الطريق. هناك، بدأت الحركة والدردشة تتغير، فقد بدأت القصص تخرج من أعماق الذكريات، والضحكات ترتفع بقوة. سامية شعرت بشعلة التغيير تتقد في قلْبها، وكأن الملل تبخر مع نسيم الأفق الجديد.

تبدلت الرحلة من مجرد مرور ممل إلى مغامرة مُنعشة، حيث بدؤوا بالقفز في البحيرة، والتحدي في السباحة، ثم المشي بين الأشجار التي تحولت إلى مكان للاكتشاف والدهشة. الأحاديث أصبحت أكثر عمقاً، والأصدقاء الجديدون تحولوا إلى رفاق حياة في بعض اللحظات.

بنهاية اليوم، وعندما عادوا إلى سياراتهم، كان الجميع يشعرون بنشوة لم يكن يتوقعها أحدهم، رحلة كانت في بدايتها قاتمة، انتهت مشتعلة بالحياة والمشاعر، أثبتت أن أحياناً ما يحتاج الإنسان فقط إلى لحظة صغيرة ومكان جديد ليُشعل نيران الحماس والإثارة في داخله.

من lakhe