حين اختارت أن تقول “نعم” هذه المرة
في لحظة كان فيها قلبها يرفرف بين الخوف والتردد، وقفت أمام مفترق طرق حياتها. طوال سنين، كانت تردد في داخلها كلمة “لا” كدرع يحميها من قرارات قد تجرحها أو تقودها إلى أماكن مجهولة. كانت تخشى أن تفقد ذاتها أو أن تتخلى عن قيمها ومبادئها التي نشأت عليها.
لكن تلك اللحظة كانت مختلفة. لقد تعلّمت أن القوة ليست في الرفض الدائم، بل في اختيار “نعم” بحكمة وإدراك. أمامها فرصة جديدة، تجربة جديدة قد تغير من مسار حياتها للأفضل. أدركت أن رفض كل شيء ليس بالضرورة خيارًا حكيمًا، وأن في بعض الأحيان يكون قول “نعم” بداية لنمو جديد وفرصة لاكتشاف الذات.
قالت لنفسها: “هذه المرة، سأقول نعم، ليس خوفًا، بل إيمانًا بأن الحياة تحتاج إلى جرأة، وأن أجرب ربما أجد في ذلك سعادتي التي كنت أبحث عنها.” كان اختيارها تعبيرًا عن ثقتها بنفسها، وعن قدرتها على اتخاذ القرار المسئول الذي يحفظ لها كرامتها ويعزز من قيمها.
وهكذا، حين اختارت أن تقول “نعم”، لم تكن تلك الكلمة مجرد رد فعل عابر، بل كانت قرارًا ناضجًا ينبض بالأمل والتفاؤل. إذ في هذا الاختيار الجديد وجدت نفسها تفتح أبوابا كانت مغلقة، وتخطو خطواتها نحو مستقبل أكثر وضوحًا وسعادة. كانت بداية لحكاية جديدة، حكاية امرأة تعلمت أن تتوازن بين الحزم والمرونة، بين الحلم والواقع، لتكتب قصة حياتها بيديها وبقلب شجاع.