في أحد الأيام الهادئة، اجتمع عادل وسارة في المقهى الذي جمعهما أول لقاء منذ سنوات طويلة. كانت الذكرى التي أعادتهما إلى تلك اللحظة الأولى، يوم التقيا على مقاعد الجامعة، حين كانت ضحكاتهما تتعالى في أجواء الشباب والبراءة.
جلسا يتبادلان الحديث عن الأيام الخوالي، يسترجعان تفاصيل الماضي بكل مشاعره وألوانه. تحدثا عن الأحلام التي حلم بها كل منهما، وعن الحكايات التي شكّلت شخصيتهما. كانت الكلمات تنبعث من القلب، تحمل عبر الزمن عبق الذكريات التي نسجاها معًا.
في لحظة ما، شعرا وكأن الزمن توقف، واستعاد كل منهما ذلك الشعور الجميل الذي لم يتغير رغم المشوار الطويل. تبادل النظر، واندفعت المشاعر الصادقة بكل نقائها، فلم تعد مجرد ذكريات جامدة، بل كانت حياة تنبض في القلب.
عاد الحنين ليغمرهما، ووجد كل منهما في الآخر رفيقًا للحظة وللحياة، شعور دائم بالحب والامتنان لكل لحظة عاشاها معًا. كانت تلك الذكرى هي الجسر الذي جمع بينهما، وجعل من الماضي لوحة مشرقة تضيء الحاضر.
هكذا، استطاعت الذكرى أن تعيد لهما كل المشاعر، بكل جمالها وصدقها، فتذكراهما أن الحياة ليست إلا مجموعة من اللحظات التي تستحق أن تُحفظ في القلب إلى الأبد.