في أحد أيام الربيع الدافئة، حيث كانت أشجار الحديقة تتمايل بلطف مع نسيم الصباح العليل، حدث اللقاء الأول بينهما. كانت تمشي بهدوء بين أروقة الحديقة، تستمتع بألوان الزهور وأصوات العصافير، فيما كان هو يجلس على مقعد خشبي يقرأ كتابًا قديمًا.

تلاقى نظرهما للمرة الأولى في لحظة عفوية، حيث التقت عيناهما ببعضهما وكأن الزمن توقف للحظة. كان هناك بريق خاص في عينيها، خليط من الفضول والبهجة، أما هو فلم يستطع إخفاء ابتسامته الهادئة التي تملأ وجهه دفئًا. بدأت الكلمات تتدفق بينهما كأنه نهر هادئ، تحدثا عن الكتب، عن الحياة، وعن الأحلام التي يحمل كل منهما في قلبه.

مرّت دقائق وكأنها ساعة، وكأن العالم الخارجي اختفى ليبقى فقط ذلك الحضور المشترك. كل منهما شعر بشيء جديد، شيء لم يعهده من قبل، وشعور بالألفة والراحة. لم يكن الأمر مجرد لقاء عادي، بل بداية قصة ستتسلسل صفحاتها فيما بعد، قصة مليئة بالأمل، بالمشاعر النقية والصدق.

حين يتذكران تلك اللحظة، يعودان معًا إلى ذلك الركن الهادئ في الحديقة، حيث كانت البدايات، حيث التفت القلوب لأول مرة، وبدأت رحلة جميلة لا تنسى. ذلك اللقاء الأول الذي جمع بين قلبين ببراءة، وتركت فيه خطواتهما الأولى أثراً لا يمحى في ذاكرة الأيام.

من lakhe