في زحمة الحياة اليومية ومشاغلها المتتابعة، قد ننسى أحياناً الشعور الأول الذي دفعنا للانطلاق نحو أحلامنا وأهدافنا. تلك اللحظة التي كانت بمثابة الشرارة التي أشعلت فينا شعلة الحماس والشغف للبدايات، بداية رحلة لم تكن سهلة، لكنها كانت بالضرورة مليئة بالتحديات والإنجازات.

كانت تلك اللحظة في حياة ليلى، شابة طموحة تحلم بأن تصبح كاتبة. لم تكن تعرف في البداية من أين تبدأ، وكيف تخطو أولى خطواتها في عالم الأدب الواسع. لكنها في إحدى الأمسيات الباردة، أثناء تجوالها في مكتبة الحي القديم، وقعت عيناها على كتاب قديم يحمل عنوانًا بسيطًا، لكنه أثار فضولها: “سحر البدايات”. لم تكن تعرف شيئًا عن الكتاب، لكنه حمل في صفحاته قصصًا لأناس قرروا أن يبدأوا من جديد، أن يخلقوا فرصهم بأنفسهم، وأن يتبعوا شغفهم رغم كل الصعاب.

قررت ليلى حينها أن تفتح دفترها القديم، وتبدأ بكتابة أفكارها مهما بدت بسيطة أو غير مرتبة. لم تهتم بالنقد أو الخوف من الفشل، بل كانت تستمد قوتها من اللحظة نفسها، من بداية جديدة تفتح أمامها أبواباً لم تكن تحلم بها من قبل. كان الشغف يتدفق فيها كأنه نهر لا ينضب، ووجدت في كل كلمة تُكتب حياة جديدة لذاتها.

لم تكن الرحلة سهلة، فكل بداية تحتاج إلى صبر ومثابرة. واجهت ليلى الكثير من التحديات، لكنها لا تزال تذكر جيدًا ذلك الأثر الأول الذي زرع في قلبها حافز الاستمرار، وشغف الاكتشاف. لقد كانت لحظة صغيرة، لكنها كانت بداية تحولت معها حياة ليلى إلى قصة جديدة ترويها بكل فخر.

إن استيقاظ شغف البدايات هو هبة لا تأتي إلا لمن يجرؤون على الحلم ويتخذون الخطوة الأولى نحو تحقيقه. فالبدايات ليست مجرد نقطة انطلاق، بل هي رحلة كاملة تتعلمنا فيها معنى الحياة، تعمق فينا القوة، وتجعلنا نؤمن بأن كل شيء ممكن.

من lakhe