كانت الأمطار تتهاطل برقة خارج النافذة، والجو في الغرفة بدا دافئًا ومريحًا. جلست ليلى على السرير، تحدق في الغرفة وهي تبتسم بخفية. لقد قضت الأسابيع الماضية تفكر في طريقة لتفاجئ زوجها سعيد، الذي كان يعمل بجد طوال الأيام دون أن يأخذ قسطًا كافيًا من الراحة.

كانت تعرف أن مفاجأته ستكون بسيطة، لكنها مليئة بالحب والاهتمام، وهذا ما يمنحه القوة التي يحتاجها في أيامه المرهقة. قررت أن تُعد له شيئًا تحت الأغطية، مكانهما الخاص حيث ينسجان أحلامهما ويتشاركان لحظات السكينة.

بدأت ليلى بتجهيز السرير بأغطية ناعمة حرصت على اختيارها بعناية، تفوح منها رائحة اللافندر التي يحبها سعيد. رتبت الوسائد بطريقة مريحة، وأضاءت بعض الشموع الصغيرة على الطاولة المجاورة، حيث أضاءت الغرفة بنور خافت دافئ يعكس مشاعرها الصادقة.

عندما وصل سعيد، وجد الجو مختلفًا، وابتسم له الحزن الذي كان يرتسم على وجهه من قبل. اقتربت منه ليلى، أمسكت بيده بسلاسة، وقادتاه إلى السرير، حيث استلمته الأغطية كحضن دافئ يحتضنه بعيدًا عن ضغوط الحياة. كانت الليلة مفعمة بالحديث الرقيق والضحكات التي تعيد إليهما دفء العلاقة وروحها.

تلك المفاجأة الصغيرة لم تكن سوى رسالة حب صامتة، تخبره بأنه ليس وحده، وأنها ستكون دائمًا ملاذه الآمن. تحت الأغطية، تجددت العهود، وعاد التعب ينسحب أمام دفء المحبة التي أعدتها له بكل شغف. كانت تلك اللحظة بمثابة احتفال بسيط بروح الحياة، وتذكرة بأن السعادة تكمن في أبسط الأشياء وأصدقها.

من lakhe