كانت ليلى دائماً تحمل بداخلها خوفاً عميقاً من الفقد ومن الرفض، خوفٌ جعلها تبتعد عن التجارب التي قد تجرحها، وتبني حول قلبها جداراً من الحذر والاحتراس. كانت تخشى الاقتراب من الحب، فقد سبق لها أن عاشت تجارب مؤلمة جعلتها تظن أن الحب مجرد ألم مؤجل.

لكن ذات يوم، وجدت نفسها أمام شخص مختلف، شخص يبدو كأنه يفهمها دون أن تتكلم، يشعر بها حتى قبل أن تُفصح عن مخاوفها. كان سامر بسيطاً في كلامه، نقيّ المشاعر، لا يسعى إلا لأن يمنحها الأمان ويهبها دفء قلبه بعيداً عن التوتر والخوف.

في البداية، حاولت ليلى التهرب، تحاول أن تحافظ على مسافة آمنة تطمئن نفسها بأنها لا تدخل مجدداً إلى دوامة الألم. لكن شيئاً في سامر كان يختلف، شيء كان يخفف من ثقل غرفتها المظلمة ويجعلها ترغب في الانفتاح.

بخطوات صغيرة، بدأت تكسر قيود خوفها، وسمحت لنفسها أن تشعر، أن تستمع لقلبها، أن تعطي فرصة للحب ليُرسل أشعته على جدار خوفها. وكلما تخطت حاجزاً من خوفها، وجد سامر نفسه يكتشف سحرها الحقيقي، ويعشقها أكثر.

لم يكن الحب بينهما عبارة عن مشاهد درامية أو لحظات مكثفة، بل كان حواراً ناعماً بين الروحين، فهماً عميقاً وحضوراً صادقاً. كان كل لقاء يحمل دفء جديد، وكل كلمة تقربهما أكثر.

حين كسرت ليلى جدار خوفها، لم تجد نفسها فقط محطمة، بل وجدت قلبها ينبض من جديد بأسلوب لم تجرّبه من قبل. وفي المقابل، وجد سامر نفسه عاشقاً بكل ما للكلمة من معنى، عاشقاً لشجاعة ليلى وصدقها، عاشقاً للحياة التي يمكن أن تبناها معاً، حبّاً نقيّاً ينتصر على كل الخوف والشكوك.

وهكذا، تعلم كلاهما أن الحب الحقيقي لا يتطلب الاندفاع، بل يتشكل بصبر، واحترام، وتكامل بين القلوب التي تختار أن تصغي، وأن تثق من جديد.

من lakhe