في زوايا الذاكرة تتراكم اللحظات الصغيرة التي قد تبدو عادية في وقتها، لكنها تحمل في طياتها قوة عجيبة على إشعال القلوب وتأجيج المشاعر. ذكرى بسيطة، كابتسامة صادقة، أو كلمة لطيفة، أو حتى لمسة خفيفة، تستطيع أن تعود بنا إلى عالم من الدفء والأمان، فتذكرنا بأوقات لم نكن نشعر فيها بالوحدة أو الحزن، بل بالحب والانتماء.

تخيل طفلًا يخشى المظلمة، فتأتي أمّه وتجلس بجانبه تحكي له قصة قبل النوم، تلك اللحظة الصغيرة هي ذكرى تبقى منقوشة في ذهنه مدى الحياة، تجعل قلبه ينبض بالأمان كلما تذكرها. أو لحظة لقاء بين أصدقاء بعد غياب طويل، حين يتبادل الاثنان ضحكاتهم دون الحاجة إلى كلمات، فقط نظرة تبعث على الفرح والسكينة. هذه الذكريات البسيطة تتحول إلى شرارات تنير دروبنا المشوشة في أوقات الشدة.

القلوب قابلة للاشتعال ليس فقط بالمواقف الكبرى واللحظات الحاسمة، بل بالأفعال الصغيرة التي تؤكد الوجود والاهتمام. تذكرنا بهذه اللحظات يشبه نارًا صغيرة تُشعل فتيل الأمل داخلنا، تدفئ صدورنا وتوقظ مشاعر كادت أن تنسى في زحمة الحياة. وعندما نشارك هذه الذكريات مع من نحب، نعيد إحياء تلك اللحظات العذبة، فتتسلسل قصة حياتنا بحب يفوق الزمن.

في النهاية، تذكّر أن الذكرى البسيطة ليست مجرد حدث عابر، بل هي جوهرة تضيء داخلنا، تزودنا بالقوة لنكمل طريقنا برقة وحب. فقلوبنا، مهما كانت مثقلة بالآهات، تنتظر فقط لحظة صغيرة تذكّرها بالدفء، لتشعل بداخلها شعلة لا تنطفئ.

من lakhe